تلقين اللغة العربية وعلاقتها بالعلوم الحديثة

المؤلف

أستاذ مساعد - جامعة القصيم

المستخلص

          تعد اللغة العربية من أعرق اللغات السامية التي عرفتها البشرية، جذورها الضاربة في عمق التاريخ لدليل قاطع يوضح للعيان مدى سعتها لکل تجارب العرب وغير العرب، واحتمالها لتقلبات العلوم واکتشافاتها الجديدة في کل عصر. ولا من منکر أن اللغة العربية بعد الفتح الإسلامي لم تکتب القدسية الدينية فحسب، بل تعدتها إلى اللغة المتخصصة والعلمية، فلم يشهد العالم القديم حضارة فکرية علمية تقنية مثلما شهدها عصر العرب المسلمين، ولن نبالغ إن قلنا أنه مرحلة مفصلية في تاريخ العلم الإنساني القديم والحديث. والأکيد أنها اليوم وأکثر من أي وقت مضى، تشهد تحديات کبرى سواء على المستويين المحلي حيث تواجه العربية في طرق تلقينها للناشئة والعالمي في ظل الانتشار الواسع للغات الحية خاصة الانجليزية، وسيطرتها على مختلف العلوم، مع استبعاد شبه کلي للغة العربية صاحبة المجد العلمي العتيق. ولأنها دوما کانت لغة للعلوم، فهي قادرة اليوم وأکثر من أي وقت مضى على استيعاب مختلف التخصصات العلمية على اختلاف مناهجها واتجاهاتها، وهذا لما تحتکم عليه من بنيات لغوية دقيقة ومتخصصة، ومصطلحات علمية من شأنها الخوض والإبحار في شتى أنواع المعرفة. ومن هنا سيحاول هذا البحث الوقوف على علاقة اللغة العربية بالعلوم الأخرى سواء الدقيقة منها أو الأدبية، وذلک من خلال إبراز ما لها من إمکانيات لفظية مصطلحية لسانية يمکن استثمارها من أجل تجاوز اللغات الأجنبية من جهة وتعريب المصطلحات بالعودة إلى التراث اللغوي الضخم خاصتها، أو توليد واشتقاق ألفاظ جديدة مسايرة لمقتضى الحال من جهة أخرى.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية