جذور علم اللغة التطبيقي في التراث العربي رسالة الغفران للمعرى نموذجًا

المؤلف

أستاذ اللغة – کلية الآداب – جامعة الإسکندرية

المستخلص

لم يقتصر الحوار الذى أداره "المعرى" فى رسالته على الشعراء والأدباء واللغويين بل حاور کذلک آدم وابليس والملائکة والطيور والحيوانات والحيات، وحاور کذلک الجن، وهذا الابتکار أسلوب تعليمى استعانت به الدراسات اللغوية فى العصر الحديث لتوصيل المعلومات بشکل شيّق فيه إثارة وتشويق خصوصًا للأطفال کما هو الحاصل فى استخدام الرسوم المتحرکة "الکرتون" والصور الفوتوغرافية فى الکتب التعليمية والمجلات، يطبق "المعرى" فى بعض محاوراته ما أکد عليه علم اللغة التطبيقى فيما يخص منهج تحليل الأخطاء حيث قام بتحديد الخطأ وتفسيره وأخيرًا تصويبه وعلاجه، کما نراه يضع الفروض لتأويل هذا النص وتحليله، والفرض جانب تعليمى له حضوره فى العملية التربوية، انتبه أبو العلاء عند تحليله لبعض الأبيات المُشْکِلَة إلى البعد الثقافى والاجتماعى للشاعر وبيئته ومجموعة العادات والتقاليد، ومن شأن ذلک أن يفسر بعض الظواهر التى تبدو غامضة وهذا الأمر نبهت عليه کذلک الدراسات التربوية ومناهج التعليم الحديثة.
لم يکن الاستطراد الذى طبع هذا العمل خاصة لظروف الرجل الصحية والنفسية – کما زعم البعض – ولکن کانت بصمة أسلوبية لبيان إمکاناته اللغوية وعرض لثروته اللفظية ولغاية تعليمية، فمن شأن المعلم أن يسترسل فى الشرح ويُسهب فى التفسير والبيان والتوضيح.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية