من صــــور التعدد بين الصناعة النحوية والمعنى

المؤلف

الأستاذ المساعد بکلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

المستخلص

تأکيد العلاقة بين الإعراب والمعنى الدلالي، وأن کلًّا منهما يؤثر في الآخر؛ فإن العرب ما کانت لتجزع من اللحن في الإعراب لو لم يکن مؤديا إلى فساد المعنى، وما کانت لتحرص ذلک الحرص على الإعراب لو لم يکن يعمل في إبراز المعنى وإظهاره، العلاقة بين الصناعة النحوية والمعنى أکثر من أن تحصى، وأعظم من أن تستقصى؛ فالصلات بينهما قوية، والوشائج محکمة، وتأثر کل منهما بصاحبه مما لا يستغنى عنه ، فساد الإعراب مبني على فساد المعنى، وفساد المعنى مقتضٍ لفساد الإعراب؛ لهذا ضعفت قول من ذهب إلى نصب (شهداء) في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا کُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ" على أنه حال مِنَ الضَّمِيرِ فِي (قَوَّامِينَ)؛ لأن فيه تخصيص القيام بِالْقِسْطِ إلى معنى الشهادة فقط، ورجحت نصبه على أنه خبر ثان لـ (کان)، تآزر الصناعة النحوية والمعنى في کثير من قضايا التعدد،
ومن مسائل هذا الباب ما وضعه النحويون للاختبار، ولا يوجد نظير تراکيبه في لسان العرب، مثل: تعدد المبتدإ في نحو: زيدٌ عمرٌو بکرٌ هندٌ ضاربتُه في داره من أجله.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية