تکفير العصاة وآثاره في تنامي ظاهرة العنف في المجتمع

المؤلف

مدرس بقسم الدراسات الإسلامية- کلية الآداب جامعة بني سويف

المستخلص

      لقد جاءت الأدلة قوية ومتواترة على وسطية أهل السنة، وهي وسطية بين الإفراط والتفريط، فکل فضيلة لها طرفان، ودائما خير الأمور الوسط، فقد جاءت الوسطية في کل شيء حتى في العبادات التي هي علاقة العبد بربِّه، فقد جاءت النصوص کثيرة في ضرورة التوسط والاعتدال وعدمِ الغلو، وقصةُ ثلاثة الشباب الذين وفدوا على بيوت أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما علموا عبادته، وسمعوا أنها عبادة وسطية، فکأنهم تقالُّوها، وحکموا على أنفسهم بالتشدد؛ فمنهم من قال: إني أصوم، ولا أفطر، والآخر قال: أقوم، ولا أرقد، وقال الثالث: لا أتزوج النساء، فعلمهم النبي، صلى الله عليه وسلم، وعلم الأمة من بعدهم، أن وسطية العبادة عند النبي، صلى الله عليه وسلم، هي سنته، فقال (من رغب عن سنتي؛ فليس مني).
     وقد غالى بعض المتشددين في دينهم حتى حکموا على أصحاب المعاصي بالکفر، وحملوا نصوصًا عامة في  تعذيب العصاة؛ فحکموا عليهم أنهم مخلدون في النار، وهؤلاء المتشددون جلُّهم من الخوارج الذين خرجوا في أول أمرهم على الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ثم خرج أسلافهم بعد ذلک على مجتمعاتهم، واستباحوا دماء المسلمين؛ بحجة کفرهم بسبب ارتکابهم بعض الکبائر، فساد العنف والإرهاب، وکثرت الدماء، بهذه التأويلات الباطلة.
بناء عليه؛ جاء هذا البحث في ثلاثة مباحث، کما يلي:
1-              تعريف الإيمان ودخول العمل في مسماه.
2-              وسطية أهل السنة ودورها في شيوع الأمن والسلام.
3-              الآثار المدمرة لتکفير العصاة على الفرد والمجتمع.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية