المداراة الدعويّة مفهومها ومعالمها وأهميتها في تأليف قلوب المدعوين

المؤلف

المملکة العربية السعودية

المستخلص

الدعوة إلى الله عز وجل وظيفة الأنبياء والرسل وأتباعهم، الذين أمروا بتبليغ دين الله ومخالطة عباد الله، فلذلک کانت الحاجة ماسة إلى رصيد من السلوک والأخلاق کبير يحمي الداعية به نفسه ودعوته ويتألف به قلوب المدعوين من الأقربين والأبعدين، کالملاطفة والبشاشة، وطلاقة الوجه، وحسن المعاشرة، والصبر على الأذى، وغضّ الطرف، والتودد بطيب الکلام وحسن الفِعال، مع الجميع بلا استثناء؛ تأليفاً لقلوبهم في الدين، وترغيبا لهم في الخير، واتقاءً لشرهم المتوقع، وهذه الأخلاق کلها وغيرها تدخل في باب عظيم من أبواب السلوک؛ وهو مايسمى بــ " المداراة "، فالأعداء والأصدقاء على حد سواء بحاجة إلى المداراة  لأنها من الأخلاق المهملة عند البعض، رغم أنّها من أقوى أسباب تأليف قلوب المسلمين، ودفع شر أعداء الملة والدين، يقول الله تعالى: ((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو کنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولک فاعف عنهم واستعفر لهم وشاورهم في الأمر....))(1).
والداعية الفقيه البصير بأمر دعوته يتصدى لدعوة الناس ويلاقي في سبيل ذلک کثيراً من العنت والأذى، ويقابل من الصدود والإعراض ما قد يحمله على المواجهة وترک المداراة، والأولى أن لا يفعل ذلک، بل الواجب الشرعي والفقه الدعويّ، يلزمه بمداراة المدعوين، وتأليف قلوبهم، وعدم الإغلاظ عليهم، وعدم مکاشفتهم ومواجهتهم بما لايحبون وأن لا يظهر العداء والبغض؛ لأنّه يريد إصلاحهم وهدايتهم.
وهذا التخلق بالمداراة باب عظيم، وفقه دقيق له مفهوم ومعالم ودلالات، وقبل ذلک له أصول ومنطلقات وأهمية ومشروعية، نحتاج إلى بيانها والتأصيل لها  والتفصيل فيها ما أمکن تحت عنوان: ( المداراة الدعويّة: مفهومها ومعالمها وأهميتها في تأليف قلوب المدعوين)
 
وجاء البحث من فضل الله تعالى مختصرا في ثلاثة فصول على النحو التالي:
 الفصل الأول: في مفهوم المداراة الدعويّة وأهميتها وتمييزها عن غيرها 
الفصل الثاني:  في مشروعية المداراة الدعويّة ومکانتها من خلال النصوص الشرعية
الفصل الثالث: في معالم المداراة الدعوية وأهميتها في الدعوة إلى الله تعالى  
وفي کل فصل من هذه الفصول الثلاثة ما تيسر من المباحث والمطالب والفقرات ذات العلاقة.



(1) سورة آل عمران الآية (159)
 
 

نقاط رئيسية

 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية