لـمحة عن الحرکة الاستشراقية ووسائلها وأهدافها

المؤلف

حاصلة على الدکتوراه – بکلية الشريعة (تخصص أصول الفقه) جامعة أم القرى – المملکة العربية السعودية

المستخلص

أن لفظ "المستشرق " تطلق على المفکرين المشتغلين بدراسة علوم الشرق ،وتاريخه وحضارته، وأوضاعه الاجتماعية ،والسياسية والاقتصادية، حيث کان ظهور الحرکة الاستشراقية عباره عن جهود فردية ،وبشکل عفوياً  ؛مما صعُب على  المؤرخين أو الباحثين تحديد بداية ظهوره بدقه ، أو حتى الجزم  بمن هو أول غربي عني بالدراسات الشرقية، وأن دراسة المستشرقين لعلوم المسلمين ولغاتهم وآدابهم وثقافاتهم وحضاراتهم لم تکن لمجر الاستفادة وحب الاطلاع بل کان لها أهداف  دينية و سياسيه وتجاريه واستعمارية في العالم الإسلامي ،ويعد الهدف الديني هو الهدف الرئيسي وراء ظهور الاستشراق.
 کان للمستشرقين أدوات ووسائل متنوعة؛ لبث آرائهم ونشر أبحاثهم ،فلم يترکوا سبيلاً ولا طريقاً لتحقيق أغراضهم وتنفيذ مخططاتهم إلا سلکوه ، ومن أبر وسائلهم إصدار المجلات والدوريات، التدريس وإلقاء المحاضرات في الجامعات، وعقد المؤتمرات والندوات والجمعيات العلمية، إرساليات التبشير إلى العالم الإسلامي، ، وتأليف الکتب، وکتابة البحوث ، وإخراج المعاجم، وإصدار الموسوعات الإسلامية، ولم يلتزم المستشرقون في دراساتهم وأبحاثهم المتعلقة بالإسلام بالمنهج العلمي، وقد ظهر ذلک في عدم تحرى الأمانة العلمية في  کل ما ينقلوه ، وفي عدم رجوعهم إلى المصادر المعتمدة ، فکانوا بعيدين کل البعد عن المنهج العلمي في دراستهم للإسلام، وأن المنصفين  منهم-وهم قلة - الذين تجردوا عن الأهواء وتحروا الوصول إلى الحقائق في أبحاثهم، وتُعد هذه الفئة من المستشرقين  أسّمى الفئات أهدافهاً، وأقلّها خطراً؛ إذ سرعان ما يرجعون إلى الحق حين يَتَبَيَّنُ لهم ، ومنهم من وصل به بحثه إلى اکتشاف الحقيقة فآمن به وأعلنها، وقد اعتناق بعض هؤلاء الإسلام وألفوا کتباً في الدافع عنه.
ويوجد في کثير من مکتبات العالم کتب خطيره متداوله لبعض المستشرقين المتعصبين ،يعتمد عليها کثير من الباحثين والمفکرين ويرجعون إليها في کثير من أبحاثهم ، وإثارة  المستشرقين للشبهات ونسجها حول جمع القرآن في عصر الرسول r ، وأبي بکر وعثمان رضي الله عنها.    

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية