هل للرؤيا دور في بناء الأحکام ؟

المؤلف

باحث في الموسوعات والبحوث الإسلامية. الکويتية.

المستخلص

کثيرا ما کنتُ أستشکلُ الإهتمامَ الکبيرَ بالرؤيا، عند الأقدمين، بل وحتى في عصرنا اليوم الذي انتشر فيه تعلقُ کثيرٍ من الناس بالرؤى حيث تجده يقول رأيت کذا وکذا، ويعتقد في قرارة نفسه أن الذي رأى في ذلک المنام سيتحقق لا محالةَ، وبعضهم تراه يسأل عن شيخ يفسرُ له مرائيه أو أحلامه، لا فرقَ عند بعضهم في ذلک.
کما فشى في الناس اليوم تصدي کثير من المشايخ لتأويل کل رؤيا ترده من متصل على الهوى في إحدى القنوات، أو غير ذلک، بيدَ أن بعض تلک المرائي لا ينهض للتأويل لظهور ضعفه وعَواره.
فدار في نفسي أنه ما دامت الرؤىَ على هذه الدرجة من الأهمية، فهل يمکن أن نعتمدَ عليها في بناء الأحکام الشرعية؟ أم أن ذلک غير ممکن! ذهب بعض العلماء إلى أن الرؤىَ يمکن أن يستأنس بها في بعض الفُتيا الإجتهادية، ولکنها لا يمکن أن يُعتمدَ عليها کمصدرٍ رئيسيٍ لبناء الأحکام الشرعية.
کما أن الرؤيا لا ينبغي أن تقص إلا على من له علم في تأويلها، أو محب لصاحبها، وعلى من لا علمَ له بتأويلها ألا يتصدى لها، ولا يتلاعب بأمرٍ من أمر النبوة، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحفظها والاعتناء بها، وأنها باقية من أمر النبوة لتبشير المؤمنين، أو نذارةً لهم.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية