من البلاغة القرآنية إلى مدارج التزكية (مقاربة منهجية تحليلية في فكر الدكتور محمود توفيق سعد)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ البلاغة والنقد المساعد في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، جامعة الأزهر

المستخلص

يُعنى هذا البحث باستكشاف معالم المنهج البلاغي للدكتور محمود توفيق سعد – رحمه الله – بوصفه نموذجًا فريدًا في فهم القرآن الكريم، يجمع بين دقة النظرة البلاغية، وعمق البصيرة المقاصدية، فقد تجاوز الشيخ – رحمه الله – حدود النظرة السطحية للأساليب إلى أفق تأويلي متكامل يربط بين البلاغة القرآنية ومقاصد الشريعة الكلية، ويستجلي الأبعاد الروحية والتربوية للتزكية النفسية، جاعلًا من البلاغة القرآنية أداة لفهم الهداية الربانية، ووسيلة لإحياء الوعي الإيماني والوجداني في قلب المسلم.
كما يبرز البحث تصور الشيخ – رحمه الله – للبلاغة العربية بوصفها وسيلة تتجاوز المهارات اللغوية والفنون البيانية؛ لتصبح منظومة معرفية وروحية متكاملة، تفسح المجال لاستكشاف الحكمة الإلهية الكامنة، وتهدى المتلقى إلى تدبر القرآن الكريم في إطار نسقي متكامل جامع، تتآلف فيه اللغة مع الدلالة، وتنسجم فيه التراكيب مع المقاصد الكلية للبيان القرآني.
كما يكشف البحث عن أهمية التكامل بين العقل البلاغي والعقل الأصولي في فهم البيان القرآني؛ لما لهذا التآزر من أثر في ترسيخ التوازن الدقيق بين جلال الألوهية وجمال الربوبية، على نحو يُعزّز الوظيفة التربوية للبيان القرآني في تهذيب النفس والارتقاء بها. كما يُسلط الضوء على مفهوم "التقابل الوظيفي" بوصفه مدخلًا تأويليًا كاشفًا عن أوجه الانسجام والتلاحم بين سور القرآن الكريم ، ويبرز عمق الترابط بين المقاصد التشريعية والأبعاد التربوية في النظم القرآني .
وفي ظلال هذا المنهج التأويلي تستعيد البلاغة حضورها العلمي وإشراقها الروحي، ويتحول التفسير إلى رحلة فكرية وروحية تغذي الروح وتعمق الفهم القرآني؛ ليسهم في تشكيل شخصية مسلمة متوازنة، وبناء مجتمع مترابط يقوم على دعائم الإيمان واليقين.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية