الأسرة المسلمة لبنة المجتمع ونواته، ومن ثم أحاطها الشارع الحكيم بسياج من التشريعات لضمان استقرارها وصيانتها من كل ما يشوب صفوها، وفي عصرنا الحاضر ومع كثرة وسائل التواصل الاجتماعي وغزوها البيوت المسلمة ترتب عليها كثير من الآثار السلبية مع مالها من إيجابيات، وكان من بين هذه الآثار السلبية: التخبيب بين الزوجين والإفساد بينهما، والتسبب في هدم الأسرة. والتخبيب بين الزوجين وإن كان موجودا في العصور السابقة إلا أنه أصبح أكثر وجودا لما لوسائل التواصل الاجتماعي من دور في تيسير إنشاء العلاقات بين الأفراد، وسهولة إلقاء الكلمات وما لها من تبعات. وقد تصدت الشريعة الإسلامية للتخبيب بكل صوره ووسائله، وسدت الباب أمام محاولات هدم الأسر؛ فبيَّن النبيُّ الكريم أن المخبب ملعون، وأن التخبيب حرام، ومنعت بعض المذاهب الفقهية حصول النكاح بين المخبب ومَن خبَّبها، وأوجبت على من أفسد علاقة زوجية العقوبة، وحرَّمت الخلوة وإنشاء العلاقات خارج إطار عقد النكاح سدّا للذرائع المفضية إلى التخبيب. وقد سبقت الشريعة الإسلامية كل القوانين الوضعية في بيان عقوبة التخبيب، ولا تزال هذه الجريمة المنكرة بحاجة إلى تشريع في القانون المصري؛ فلم يتم تجريم التخبيب بشكل صريح حتى الآن، على الرغم من وجود مقترحات لتعديل قانون الأحوال الشخصية لإضافة مواد تعاقب على التخبيب، خاصة في ظل تأثيره السلبي على الحياة الزوجية وارتفاع نسب الطلاق، وهدم الأسرة المسلمة، وما فيه قبل ذلك من الاعتداء على ما حرم الله- سبحانه وتعالى