الْأَشْبَاه في اصطلاح المحدثين, وأثرها في الراوي والمروي.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالمنوفية - جامعة الأزهر-

المستخلص

إنَّ معرفة القَرائن عند النقاد من أهم المسائل في البحث عن علل الحديث، فبها يعرف مقاصد الأئمة في نقد الأخبار، ولا يتأتى ذلك إلا بعد التتبع الحثيث لمرويَّات الرواة وسبرها؛فالطريق إلى معرفة العلة, هو جمع طرق الحديث, والنظر في اختلاف رواته وضبطهم وإتقانهم, فإن اتفقت رواته واستووا ظهرت سلامته, وإن اختلفوا أمكن ظهور العلة فيه.
ومعرفة الشبه إحدى مسالك العلماء التي وهبهم الله إياها للتفريق بين الصحيح والسقيم, وقد تناولنا في هذا البحث بيان مفهوم الأشباه وما يتعلق بها, وبيان أثرها في الراوي والمروي؛فوجود ما يدل على التشابه والتقارب بين الرواة أو الروايات, مسلك من مسالك الإعلال عند النقاد فيعلون الأحاديث لوجود الشبه بين أحاديث الراوي وأحاديث الضعفاء والمتهمين, كما يعلونها لعدم الشبه بأحاديث الثقات المتقنين, أو لأنه يشبه حديث غير من أُسند إليه, كما أنه مسلك من مسالك العلماء في بيان حال الراوي تبعا لقرينة الشبه, وقرينة الشبه هي التي تبين المقصود منه, هل هو الإعلال أم القبول؟
وقد استعمل لها النقاد ألفاظا ومصطلحات تدل عليها.
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: "حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث، ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان ولا يشبه حديث فلان, فيعللون الأحاديث بذلك, وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة تحصره, وإنما يرج يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم"( )

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية