قولُ ابنِ مُفلحٍ في كتابِ (الفُروع): "يَتوَجَّه" دراسةٌ في بيانِ معناه وأثَرِه في المذهبِ مِن بَعدِه ، الطهارةُ والصلاة نُموذجًا

المؤلف

قسم الدراسات الإسلامية ، كلية العلوم والآداب بسراة عبيدة ، جامعة الملك خالد، المملكة العربية السعودية.

المستخلص

تكلمتُ في هذا البحث عن مُصطلحٍ اشتُهِر به ابنُ مُفلح في كتابه (الفروع)، وأكثرَ منه، وهو قوله في بعض المسائل: "يَتوجَّه"، وبيّنتُ مُرادَه به من خلال نصوص فقهاء الحنابلة المتقدمين منهم والمتأخرين، ثُم أعقبتُه ببيانِ شيءٍ من أثر هذه المسائل التي استعملَ فيها هذا المصطلحَ في المذهبِ الحنبلي من بعدِه، وذلك بذِكر أمثلةٍ من كتابَي الطهارة والصلاة؛ لإبرازِ هذا الأثر، مُتّبِعًا في هذا المنهجَ الاستقرائي التحليلي والمقارَن. وقد ظهَر لي أن المرادَ بـقولِه: "يتوجَّه": التخريجُ، غيرَ أنه يجزمُ به تارةً، ويُورِدُه من غيرِ إضافةٍ إلى مُصطلحٍ من مُصطلحات نقل المذهب وحكايتِه، فيقول مثلًا: "يتوجَّه كذا"، وتاراتٍ يُضيفُه إلى شيءٍ من هذه المصطلحات، فيقول مثلًا: "يتوجَّه وجهٌ"، أو "يتوجَّه احتمالٌ"، ويكون هذا منه للتردُّدِ فيما أبداه. ووجدتُ أنّ ما جزَم فيه بالتوجُّهِ يكون غالبًا قد اعتمَدَه المتأخرونَ مذهبًا، وبالأخصِّ في المسائل التي لم يذكُرها أحدٌ من الأصحاب قبله. بخلافِ ما أبداه على وجهِ التردُّد. وتبيّن لي أن أكثرَ مُتأخِّري الحنابلة نقلًا لتوجيهاتِ ابنِ مُفلح، هو حفيدُه إبراهيمُ ابن مفلح في (المبدع)، والمرداويُّ في (الإنصاف)، وابنُ النجّار في (شرح مُنتهى الإرادات)، بل لا يَكادون يُغادرون منها شيئًا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية