الحديث المرسل والاحتجاج به

موضوع هذا البحث هو الحديث المرسل والاحتجاج به، ويقصد بالحديث المرسل في اصطلاح المحدثين أن يقول التابعيُّ کبيراً کان أو صغيراً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم کذا، أو فعل کذا، أو فُعل بحضرته کذا، دون أن يذکرَ الصحابيَّ رضي الله عنه، وفي اصطلاح الأصوليين هو ما لم يذکر راويه بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم واسطة، کما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمرسَل عند الأصوليين يشمل المنقطع، والمعضل، وهو أعم منه عند المحدثين، وقد وقع الخلاف في الاحتجاج به في القضايا الشرعية .
  وقد عن لي هذا الموضوع أثناء قراءتي في المصادر الحديثية وفي ضوء ذلک فکرت في الوقوف على الموضوع  لبحثه والوقوف على أرضية صلبة فيه، والذي شجعنى على هذه الفکرة دافعان:
 
أولهما: إن هذا الموضوع – على حد اطلاعي- لم يطرق من قبل بالدراسة حيث إننى قمت بالبحث والتنقيب عن الدراسات التي تناولت الحديث المرسل والاحتجاج به، فلم أجد دراسة مستقلة تعالج هذا الموضوع، وهذا لا يمنع من وجود دراسات حوله بصفة عامة سأعرض لها خلال الحديث عن الدراسات السابقة.
أما الأمر الثاني: الذي دفعني لدراسة هذا الموضوع هو الأهمية التي  يحتلها الحديث المرسل في علم الحديث، ولذا فقد أصبح هذا البحث ضرورياً لطلاب العلم الشرعي حيث يعد مرجعاً لمن أراد الوقوف على الحديث المرسل لما تضمنه هذا البحث من مباحث ومطالب توضح القضايا المتعلقة بموضوع البحث.
ويهدف البحث إلى الوقوف على تعريف منضبط للمرسل، وبيان الصور التي يقع فيها الالتباس، وبيان مدى التداخل بين المصطلحات المتصلة بالحديث المرسل ، وکيفية المفاضلة بين المراسيل، وحکم الحديث المرسل عند المحدثين مقارنة بالفقهاء.