إبداعات التصوير المکاني في شعر العالم الجليل محمد الخضر حسين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية بکلية العلوم والآداب بجامعة نجران

المستخلص

إن من يستنطق ديوان (خواطر الحياة ) للشيخ محمد الخضر حسين يتضح له بجلاء استخدامه الألفاظ الدالة على المکان سواء أکان مکانًا مقدسًا أم مکانًا ذا دلالات خاصة ،وقد شملت الدلالات أبعادًا رئيسة، منها البعد الوجداني صور فيه عشقه لمشاهد الطبيعة في بلاده تونس الخضراء ، کما استطاع أن يوظف المکان في وصف ما يعانيه من شوق واغتراب....  والبعد الاجتماعي صور فيه النزعة القومية لکل عربي غيور على تراب وطنه الغالي؛ وذلک من خلال قصائده عن فلسطين...أما البعد الديني فقد صور فيه المشاعر الإسلامية للشعر الإسلامي، وقد ظهر جليًا في قصيدته (مشاهداتي في الحجاز) التي تصف الرحلة المقدسة للحج والعمرة.
وقد رسم شيخنا محمد الخضر صوره المکانية في ضوء عدد من السمات الفنية، أهمها التشخيص فهو لا يحاکي المکان، وإنما يصوره إنسان يتکلم ويتعجب ويعشق ، کما عنى بإبراز عنصر الحرکة في صوره المکانية ، فالمکان ليس ساکنا وإنما يمور بالحرکة الدائبة، وحمّل الألوان دلالات نفسية، فهو يعرض اللوحة بألوانها الطبيعية ، ولکنه في الوقت نفسه يدع المتلقي يلمح ظلالًا فنية تضفى على الصورة الشاعرية حيوية يمتزج فيها العنصر الظاهر والعنصر الخفي.
کما اتخذ شاعرنا من المکان وفنيته وتعدد الأماکن التي ارتحل إليها ومرّ بها بداية بتونس ومرورًا بالشام والحجاز ومصر ، منبرًا للإصلاح الاجتماعي فقد کان شاعرًا إسلاميًّا يشغله حال الأمة الإسلامية ويسعى إلى خدمة الإسلام والمسلمين.

الموضوعات الرئيسية