ظواهـر حداثيــة في أدب (أيام العرب في الجاهلية) "القصة لقصيرة والأقصوصة" دراسة في الترکيب القصصي وأسلوب الصياغة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الازهر

المستخلص

إن أيام العرب جزء من الرصيد الثقافي العربي، لما لها من منهجية خاصة اتبعها الرواة في تأليف هذه النصوص، وفي رصدها وتصويرها للمجتمع الجاهلي في سلمه وحربه على ما تقتضيه طبيعة البداوة، ولما لها من شأن کبير عند المؤرخين العرب الأولين، الذين کانوا يصعدون في تأريخهم لحياة العرب إلى البشرية الأولى، إلى العماليق وعاد وثمود، ويعرِّجون نزولاً على أخبار طسم وجديس وغيرهما من القبائل التي بادت، ثم يهتمون بالقبائل القائمة فيدرجون أيامها في صلب التاريخ ويفصلون أحداثها بنفس العناية التي يولونها للفتوحات والمغازي الإسلامية، أو حتى أخبار العصور والدول المتقدمة من عمر الإسلام کالدولة الأموية والعباسية.
وأن اهتمام المؤرخين بروايات الأيام لا يجبرنا -بالضرورة- على تقبلها منهم کما وردت، وتصديق کل ما ترويه لنا من أسباب الحروب أو نتائجها، وتشعب الأحداث وتفاصيلها، کما لو کانت تاريخاً مرتباً مضبوطاً، في نصوص شبه تاريخية تقع في مرحلة وسط بين الأسطورة والحقيقة، لأنها -کثيراً- تميل إلى الإبهام والتضخيم‘ إلا أنها -في المجمل- تعطينا صورة أولية عن المجتمع الجاهلي ، هذه الصورة تواصلت ملامحها في المجتمع الإسلامي الأول بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-مباشرة، حين عادت العصبيات القديمة إلى شدتها، وصار التنافس على الحکم يوقظ ويغذي الإحن والأحقاد الدفينة التي کانت تمزق العرب بين قيسية ويمنية، وتميمية وبکرية

الموضوعات الرئيسية