قراءةٌ في قصر الإعجاز البلاغي للقرآن على مزية جودة النظم وحسن الصياغة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

اللغة العربية، کلية الآداب، جامعة الملک سعود، الرياض، المملکة العربية السعودية

المستخلص

باب دراسات إعجاز القرآن الکريم مفتوح منذ أمد بعيد، افتتحه على مصراعيه عبد القاهر الجرجاني. وقد حاز ما اختاره الشيخ في هذا الباب الرِضَى، ولقِيَ القبول في القلوب، ومضى من جاء بعده - ممن اهتموا بالإعجاز - على طريقته، وقد رَسَخَ اختيارُ عبد القاهر لدى العلماء، لغلبة ظنهم أنه الطريق الوحيد لإدراک إعجاز القرآن. ومن هنا تضاءل احتمال الخروج على هذا الاختيار، وأعرض المهتمون عن البحث في طريق آخر بجانب طريق النظم. 
 لکنَّ بعض دارسي الإعجاز من المتأخرين، لما راجعوا جهود مَن قبلهم في طريق النظم، استقلوا مردودها، ولما تأملوا محصول عملهم لم تُقنعهم ثمرته، لکنهم مع ذلک مضوا کما مضى أسلافهم على الطريق نفسه، ولم يوقِفْهم أن جهود الذين سبقوهم لم ثمر الثمرات المرجوة، فمضوا في الطريق نفسه، آملين أن يصيب الأواخر منهم ما لم يُوفق الأوائل في إصابته.
غير أن نصيب المتأخرين لم يکن أفضل من نصيب شيوخهم المتقدمين، فقد أقر من أقرَّ منهم بأنه - على ما بذله من الجهود المتواصلة – لم يُصب من مراده في باب الإعجاز بالنظم شيئاً، فکان هذا داعيةً لطَرْق باب آخر، والسعي لفتح طريق جديد، يکون العائد منه في باب الإعجاز أجدى، فالغاية هي البحث عن مظاهر الإعجاز، لا الإصرار على أنه ينبغي أن يکون من طريق النَّظْم فحسب. والنظم وإن لم يُغن في باب الإعجاز کثيراً، إلا أنه أثمر عن أعظم الثمرات في باب فنون البلاغة وضروب البيان.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية