الأحکام الفقهية المتعلقة بالطب الوقائي بين الأصالة والمعاصرة" دراسة فقهية طبية مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الشريعة وأصول الدين جامعة الملک خالد - أبها

المستخلص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد.
فإن من أجل نعم الله علينا أن أحل لنا الطيبات، وحرم علينا الخبائث ليحفظ أجسادنا وعقولنا من التلف والانحراف  ليتحقق بذلک ما ابتغته الشريعة لکل مسلم من قوة فى الجسم، واتزان في العقل، وصاغ من مزيج ذلک کله الإنسان السوى الذى ينجذب إليه الآخرون إجلالا وتقديراً.
ومن صور تحقيق ذلک الطب الوقائي الذى يبحث فى وسائل حماية الإنسان من الإصابة  بالمرض،والبعد به عن کل ما يسببه،وهو من أهم  فروع علم الطب ؛ لما هو مقرر من أن الوقاية أجدى من العلاج، ولذلک تهتم کل الهيئات الطبية  فى العصور الحديثة بالطب الوقائي ؛ لأنه يکفل لمواطنيها الخدمات الصحية التي تقيهم الأمراض والأوبئة قبل وقوعها، ويهيئهم للعمل والإنتاج. ويوجه إلي نشر الوعى الصحي، وإنشاء المعامل التي تساعد على کشف الأمراض فى بواکيرها وصنع اللقاحات والأمصال الواقية منه.
ويظهر هذا البحث وبجلاء سبق الشريعة الإسلامية إلى هذه الأحکام الوقائية، فلم تکتف الشريعة حفظها الله بالأمر بالعلاج لما يطرأ على الإنسان من أمراض، بل تجازوت ذلک إلى تحريم ما يمکن أن يوقع ضررا محتملا أو يسبب له مرضا قد ينزل به، وهذا دليل واضح على کمال الشريعة وتمامها، ويدل کذلک على صلاحية الشريعة لکل زمان ومکان ومواکبتها للتطورات العصور وتقلب الأزمان  ويلقم أفواه الحاقدين والملحدين المتهمين لها بعدم القدرة على مسايرة التطورات أحجارا، صدق الله: ] ولو کان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا کثيرا [.
 

الموضوعات الرئيسية