مما امتنع ظاهر معناه من المفردات القرآنية بين الدلالتين: اللغوية والتفسيرية

المؤلف

کلية اللغة العربية - جامعة الأزهر - بأسيوط - مصر

المستخلص

من الملاحظ على جُلِّ أبناء عصرنا أن أواصر صلتهم بلغتنا العربية تتمزق رويدًا رويدًا، ومن ثم نضبت محصلتهم من ألفاظ اللغة ومعرفة مدلولاتها، وأصبح بينهم وبينها بون بعيد، وقد أفضت هذه الجهالة اللغوية إلى فقدان أدوات فهم النصوص فهمًا سليمًا وطرائق الوقوف على مقاصدها، لا سيما النصوص الشرعية، وعلى رأسها کتاب الله -عز وجل. ومن مظاهر ذلک أنک تجد شريحة عريضة من الناس -بل من المتخصصين- حين يُقْدِمُون على تفسير النص القرآني يَحْمِلُونَ بعض مفرداته على المعنى اللغوي الظاهر المشتَهر عندهم؛ لأنهم لا يدرون سواه، ثم يفاجئک النص القرآني بأن هذا المعنى الظاهر ممتنع، ولا يتسق ومرادَ الله فيه، وهنا تکمن خطورة هذا التفسير الخاطئ، وتتجسم الغاية الفاسدة الناجمة عن هذا الفهم الأثيم؛ لأن العثرة فيه ليست کما في سواه. لذا حرکتني هذه السقطات الدلالية واستوقفتني بين يدي هذه الفکرة مَلِيًّا، واستحسنتُ أن أجمع بعض هذه المفردات المُنبَثَّات بين دفتي المصحف المقدس، التي امتنع ظاهر معناها؛ وأعالج مادتها، فأُثْبِت بالحجج الدامغة بطلان هذه الدلالة اللغوية الظاهرة والمتبادِرة إلى الأذهان، وأؤکد فساد معناها بين حنايا النص، ثم أوقف القارئَ على المعنى الصواب الذي تصطفيه الآية ويتساوق مع مقصد التنزيل العزيز. هذا، وقد اکتشف البحث أن بعض هذه السقطات الدلالية عظيمة المأثم کبيرة الجرم؛ لأن منها ما يمس ثوابت الدين، کالطعن في عصمة الأنبياء، ومنها ما يفسِّر الغيبياتِ على غير وجهها المسموع عن الوحي؛ ومن هنا برزت أهمية هذه الفکرة التي تعمل على تصحيح هذا الدلالات الخاطئات.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية