القيم بين النسبية والثبات - دراسة في المصادر والنتائج

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين - جامعة الأزهر- القاهرة

المستخلص

إن الجدل الدائرَ حول نسبيةِ القيم وثباتها ليس جديدا على الفکر الإنساني، بل إنه يضرب بجذوره إلى ما وصلنا عن فلاسفة اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد وظهورِ الحرکة السفسطائية أصحابِ العلمِ المغلوط، والذين اعتبروا أن القيمَ متغيرةٌ ونسبيةٌ وغيرُ ثابتة، وشککوا في کل شيء معرفة وقيما وأخلاقا، فهدمت موضوعيةَ القيمِ وحکمت بذاتيتها ونسبيتها، وأخضعتها للإنسان، معتبرة إياه مقياسَ کلِ شيء خيرِه وشرِه، وقد تصدى لهؤلاء السفسطائيين سقراط وتلميذه أفلاطون وأرسطو وحکموا بأن القيم مطلقةٌ وثابتة وأنها تقوم على العقل، انطلاقا من الدين الطبيعي الذي آمنوا به... ومن هنا نشأت الفلسفة المثالية التي ترى أن القيم مطلقةٌ، وأنه يجب أن يکون هناک مِثال يسعى الواقع إلى تحقيقه، وعلى النقيض من ذلک ذهب أصحاب الفلسفة المادية، والنظرية الاجتماعية، ومن سار في رکبهم إلى أن القيم نسبية متغيرة، ليس لها وجود موضوعي، وإنما وجودها شخصي، قد يؤثر فيها الفرد أو المجتمع لتصبح قيما سلوکية حاکمة للفرد، وإن الاستشکال الذي نحاول أن نفک به الاشتباک والاشتباه الحاصلَ بين مختلف الفلسفات والطوائف والديانات يدور حول وجودِ أساس موضوعي مطلق للقيم، ووجود ثبات دائم لها، أم هي نسبية وذاتية تخضع لرغبات الأفراد والجماعات؟ وما المنطلقات والمصادر التي استند إليها القائلون بنسبية القيم أو ثباتها، وما النتائجُ المترتبة على کل قول منها؟ 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية